اللهم اجعلنا مما يقال له: (اخرجي أيتها النفس الطيبة إلى روح وريحان ورب راض غير غضبان)
اللهم آمين.. يا رب العالمين..
أيها العباد..
الناس صنفان: سعداء وأشقياء
(فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق)
أعاذنا الله من النار..
(وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها )
اللهم اجعلنا منهم يا رب..
السعداء هم الذين يختم له بأعمال السعداء.. يموتون وعلامات الخير تتنزل بهم.. يودعون الدنيا وهم فرحون بما آتاهم الله من فضله.. يبشرون بالنعيم المقيم في دار الكرامة والرضوان.. جزاء لهم بما كانوا يعملون.. جزاء لهم بما كانوا يصبرون.. جزاء لهم بما كانوا لأنفسهم يجاهدون.. نعم.. لأنفسهم يجاهدون.. (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون)
فأما أهل الشقاوة فهم أولئك الذين يظهر البؤس والألم على وجوههم وأجسادهم قبل أن يظهر لهم في قبورهم..
اللهم احفظنا وارحمنا وثبتنا يا رب..
أهل الاستقامة والصلاح.. هم أهل الخاتمة الحسنة.. هم الذين يوفقهم الله تعالى للتوبة والرجوع والأوبة إليه قبل موته.. هم الذين يموتون على الصالحات ويهجرون المعاصي والسيئات..
ألم تسمعوا قول رسول رب البريات كما عند الإمام أحمد وابن حبان والحاكم واللفظ له وصححه ووافقه الذهبي عن عمر ابن الحمق الخزاعي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أحب الله عبدا عسله)
فقيل له: وما عسله؟!
قال: - اسمع وما عسله، افهم وما عسله، تمعن في معنى عسله يا من تسمعني –
قيل وما عسله؟!
قال: (يوفق له عملا صالحا بين يدي أجله حتى يرضى عنه جيرانه أو قال من حوله)
وفي رواية لأحمد قال عليه الصلاة والسلام: (إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله)
قبل: كيف يستعمله؟!
قال: (يفتح له عملا صالحا بين يدي موته حتى يرضى عليه من حوله)
وعند الطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أراد الله بعبد خيرا طهره قبل موته)
قالوا: وما طهور العبد؟!
قال: (عمل صالح يلهمه إياه حتى يقبضه عليه)
أسمعت.. (عمل صالح يلهمه إياه حتى يقبضه عليه)
اللهم إنا نسألك من فضلك.. فهذا من أعظم علامات حسن الختام.. أن ييسر الله تعالى للعبد أو للأمة عمل صالحا يموت عليه.. ييسر له في آخر حياته توبة صادقة.. صدقة طيبة.. صلاة خاشعة.. دعوة إلى الله تعالى بتضحية..