[size=18]مبروك لمصر شروق شمس الحرية، مبروك لشعبها العظيم رياح التغيير، المجد لشباب ثورة 25 يناير الذين كتبوا بجهودهم ودمائهم تاريخا جديدا لمصر، الذي هو في رأيي أعظم من تاريخ الفراعنة بأهرامه ومسلاته والعم خوفو والأخ خفرع وصاحب الهرم الأصغر منقرع وفوقهم أبو الهول. لقد علمنا شباب 25 يناير معاني كثيرة للعزة وأعطونا دروسا مجانية في الكرامة وأعادوا لنا الثقة في قدرتنا على التغيير، فطوبى لهم.
كل الشكر والتقدير للرئيس مبارك على استجابته لصوت العقل وتغليبه لمصلحة مصر وغايتها على كل غاية، يا سيدي لم يكن خلافنا معك خلافا شخصيا، ولكنه كان محوره وذروة سنامه الحرية والمصلحة العامة واستشراف المستقبل، وبتنحيك عصمت نفسك من ألسنتنا فلا نذكرك بما يسوؤك ولا نسمح بالتجاوز في حقك كرئيس سابق لمصر التي نعرف قدرها وقدرتها، فتلك صفحة طويناها وسيحكم التاريخ فيها، إلا أن هذا لن يسقط حقنا في مساءلتك قانونيا ومحاكمتك وفق ما تقتضيه الشرعية والقانون، كمسؤول حكم مصر على مدار ثلاثة عقود، له ما له وعليه ما عليه، وتلك ضريبة العمل العام علها تكون رسالة لكل رئيس يأتي بعدك، فقد عرف الشعب طريق الحرية ورسم خارطة طريق لمصر المستقبل.
تحية من القلب لرجال القوات المسلحة الذين انحازوا للحق وأيدوا المطالب المشروعة للثورة، وأثبتوا بالدليل القاطع أن لمصر جيشا كبيرا وعظيما وأنها ليست دولة الجيش.
نجاح ثورتنا وخروجها بيضاء ودون طلقة رصاص من القوات المسلحة على الشعب وسام على صدر الجيش، كما أن إعلانكم في البيان الثالث للمجلس الأعلى للقوات المسلحة أن الجيش ليس بديلا للشرعية يعكس وعيا بمتطلبات المرحلة وحرصا على المكتسبات الشعبية ونقلة نوعية على طريق الدولة المدنية، فشكرا كبيرة لرجال مصر ودرعها الواقية.
آن لدماء الشهداء أن تهدأ ولدموع الأرامل والأيامى والثكالى واليتامى أن تجف، وآن لمصر أن تفرح وأن تفخر بالورد اللي فتح في جناين مصر، حمدا لله على سلامتك يا مصر، حمد الله على سلامة كل المصريين ومرحبا بعودتهم معززين مكرمين لأرض الوطن.
الخلاصة: قال بنيامين فرانكلين «من يتخلى عن حريته خوفا على أمنه، لا يستحق حرية ولا يستحق أمنا».